مدونة محمد بشير سيس الجاملي

jeudi 14 mai 2020

الشيخ الحاج علي فاطمة سيس جامل 1882م ـ 1300هـ / 1959م ـ 1379هـ

الشيخ الحاج علي فاطمة سيس جامل 1882م ـ 1300هـ / 1959م ـ 1379هـ. هو الشيخ العالم العلامة والمدرس المربي الحاج علي فاطمة سيس بن الحافظ الكبير دِنبَ قُيْ تَشامْ سيس من ذرية الحافظ مَدِ بَكَارْ سيس مرجع قبائل بَكَلَ في سَالُمْ. ازداد في قرية "بنبل" في مديرية "نغاند"، إقليم كفرين سنة 1882م الموافق 1300هـ. والده الشيخ الحافظ دِنبَ قُيْ تَشامْ سيس كان من أحفظ الناس للقرآن الكريم، وأكثرهم تعليما وتلاوة وتحفيظا له. اجتمع في مدرسته كثير من التلاميذ من الأقارب والأجانب؛ صغارا وكبارا، وحفظ القرءان الكريم أكثرهم، وتعلموا عليه الخط فأحسنوه؛ وكتبوا له مصاحف عديدة، ورباهم أحسن تربية، وعلمهم المبادئ الدينية، ومكارم الأخلاق، وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبار السلف الصالحين وأدبهم كذالك على العمل والاكتساب والثقة بالنفس، والاستعداد للغد، والتعاون على البر والتقوى وتوفي سنة 1904م الموافق 1322هـ. أما والدته فهي فاطمة ياس ساله بنت لايين حيش "الأمين" من أهل "بنب مود" قرية الشيخ العلامة محمد بنب ساله المتوفي فيها عام 1844م ـ 1259هـ رحمهم الله تعالى. وكانت برة صالحة، عابدة تقية، كثيرة الاعتناء بتربية الأسرة، والقيام بشئونهم، وبشئون التلاميذ الأجانب، وكانت حكيمة تنقل عنها أقوال مفيدة ومعاملات حسنة وتوفيت سنة 1909م ـ 1327هـ. تعلمه القرآن تعلم القرآن في مدرسة والده المذكورة، وحفظه في السنة الثانية عشر من عمره، وتعلم عليه الخط فأحسنه، وكتب لوالده مصحفا كاملا، وأولاه كتابة ألواح التلاميذ؛ ثم تعليمهم وهو صغير، واحتفظ بحسن خطه إلى آخر عمره فلم يتغير. دراسته العلمية وفي عام 1898م ـ 1315هـ ابتدأ التعلم على أخيه الكبير الشيخ أحمد سيس الشهير "بِبَايْ دَامْ جامل" فدرس عليه المختصرات من كتب العقائد والفقه والأدب كالمرشد المعين، ورسالة بن أبي زيد القيرواني، ونحو ذالك. وأخذ عنه أيضا من علوم النحو المقدمة الآجرومية، وملحة الإعراب، وكتاب التصريف، ولامية الأفعال، ومقدمة ابن بون وأبوابا من أول ألفية ابن مالك، وغير ذالك. ودرس مختصر الشيخ خليل، ومقامات الحريري، ومختارات الشعر الجاهلي على شيخيه العلامتين سرنج بابكر توج سيك وسرنج محمد سيك رحمهما الله تعالى. وأنهى دراسته على شيخه الكبير العلامة الحاج عبد الله سيس الشهير بِبُرُمْ جَامَلْ فتعلم عليه البلاغة والعروض والقوافي وعلم الميقات والشهور وعلوم أخرى. استقراره في مدينة جامل وتعليمه فيها في عام 1911 بعد انتهاء تعلمه ورجوعه إلى وطنه الأصلي قرية "بنبل"؛ اشتاق إلى زيارة شيخه الكبير الشيخ الحاج عبد الله سيس الذي يرجع إليه غالب معلوماته بواسطة أو مباشرة. ولما لازمه أيامًا وجد عنده من سعة الصدر، وغزارة المادة، وصدق اللهجة، وفصاحة الكلام، والتقوى والإخلاص، والتصدر للإفادة والإعطاء ما رغبه في الانتقال الكلي إليه، والسكنى معه؛ لمواصلة تعلمه وسلوكه؛ فشاوره فأذن له ولما عاد إلى أهله أخبرهم بذالك، وجمع عياله وانتقل بهم إلى جامل سنة 1911م. ولما وصل إليه آواه ونصره؛ فلازمه حتى صار سلمان بيته، وباب مدينة علمه؛ فوكل إليه شيخه تعليم المدرسة، وتحرير رسائله، وإجابة الفتاوى والنوازل؛ فاستقر عنده راضيا مرضيا عنه حتى توفي شيخه في 15 فبراير سنة 1925م بجامل رضي الله عنه وأرضاه. فواصل تدريس المدرسة، واستجلب الكتب من جميع آفاق السنغال، ولا سيما من المدارس الأمهات، ومن موريتانيا؛ وقرأ بعد ذالك كتاب نشر البنود على مراقي الصعود للشيخ عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي الشنقيطي في علم الأصول على العلامة الرحال الشيخ محمد عال بن فتى العلوي الشنقيطي؛ وبعد ذالك أخذه عنه كثير من التلاميذ فانتشر بهم الكتاب في كثير من المدارس. سعة إطلاعه وبعد إدراكه بعد انكبابه على التدريس وانقطاع رحلاته أدام القراءة والمطالعة، وباحث مع العلماء الوافدين عليه من أفاق السنغال، ومن غامبيا وشنقيط لا سيما أصدقائه العلويون والديمانيون؛ حتى صار آية من آيات الله في علوم القرءان قراءة ورسما وضبطا وتجويدا وتفسيرا، وفي علوم الحديث اصطلاحا ورواية ودراية؛ وفي علوم الأدب العربي نحوا وتصريفا ولغة وشعرا وبلاغة؛ وفي علوم التصوف تبحرا وتنسكا وتحققا؛ وفي علوم التاريخ عربية وإسلامية وقومية. وجمع في مكتبته من المختصرات، والمبسوطات، والمطولات، مطبوعة ومخطوطة، ومن كتب العقائد وأصول الدين وأصول الفقه، والفقه، والقواعد الفقهية، ومن كتب التفسير والسيرة والتاريخ والموسوعات المختلفة ما قلما اجتمع عند غيره. حفظها الله تعالى وجعلها كلمة باقية في عقبه، تزداد مع تقدم الزمان، ولا تتقلص ولو تعاقب عليها الجديدان. وإذا طالعت في مخطوطاته تعرف سعة إطلاعه، وبعد إدراكه؛ فلا تقرأ فيها صفحة أو صفحات إلا وتجد خط يده الكريمة في الهامش إما لإصلاح خطإ أو لإلحاق ساقط أو ذكر رواية أخرى. وحج البيت الحرام من جامل سنة 1937م ـ 1356هـ واعتمر، وزار خير من تشد إليه الرواحل سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم مع رفقاء كرام صالحين، من أهله ومن غيرهم. وعاد إلى الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة سنة 1939م ـ 1358م ومر بمدينة فاس مرتين في حجتيه زار فيهما ضريح الشيخ أحمد بن محمد التجاني ومقدم الزاوية أيامئذ السيد الطيب السفياني الحفيد وأجازه. والتقى في هاتين الرحلتين بكثير من العلماء والحفاظ والثقاة استفاد منهم وأفادهم وأجازه بعضهم بمروياتهم من المنقول والمعقول بأسانيدهم المتصلة ورواياتهم المسلسلة وقد فصلنا ذالك في كتاب: (سيرة الشيخ الحاج علي فاطمه) اهتمامه بتصحيح الألواح وكتابة المصاحف ومع استغراق أوقاته في العبادات واستقبال الزوار، وتعليم الدروس العلمية في المراحل المختلفة، والمواد المتفرقة؛ لم يكن ليفوته في مجلس درسه تصحيح ألواح التلاميذ الذين يقرءون القرآن؛ فعليه يعرضون ألواحهم باختلاف حصصهم من ربع الحزب أو ثمنه أو أقل من ذالك؛ فيعلمهم الخط وأحكام الرسم والضبط والتجويد والحذف والإثبات والإلحاق. وأنفق أموالا كثيرة في استكتاب المصاحف من حفظة القرآن؛ من مختلف الجهات والانتماءات؛ لاسيما من آفاق "سَالُمْ" و"مبَاكُولْ" فلا يسمع بمدرسة شهيرة أو عريقة أو حافظ معروف إلا واستجلب منهم مصاحف أو مصحفا قيما وكان خير مميّز ومعلم لطرق الحفاظ واتفاقهم واختلافهم يبين كل ذالك لأصحاب الألواح فلا ينتهون من قراءة القرآن إلا وقد حسنت خطوطهم وتضلعوا من علوم القرآن ما يسهل لهم سبيل التعلم في المراحل اللاحقة رحمه الله تعالى ورضى عنه. دروسه لازم التدريس أكثر من خمسين سنة ابتداء من 1906م إلى وفاته سنة 1959م ابتدأ أولا بتعليم رفاقه الذين ارتحلوا معه، ومن التحق إليهم، وهو لا يزال طالبا يتعلم على الشيوخ، ودام عليه إلى أن نزل على الشيخ الحاج عبد الله سيس في "جَامَلْ"، ناويا السكني معه ومجاورته، ومقتبسا من علومه ومعارفه سنة 1911م؛ فأولاه التدريس في مدرسته تدريجيا حتى صار أكثر الدروس عنده، ومكث على ذالك إلى أن توفي الشيخ سنة 1925م فاستمر عليه بوصايته، وضعف أمر المدرسة وانتشر بعض التلاميذ، فصبر وثابر، واجتهد وواصل التدريس فاستقامت الأمور وتنوعت المواد وتضاعفت الدروس. وجاءه الطلاب من جميع الجهات والنواحي والطوائف والقبائل والطرق فاجتمع في مجلسه طلاب العلوم ورواد المعارف واللطائف فاستفاد منه الأجنبي والقريب، واستأنس عنده الخامل والغريب فكان مجلسه ملتقى الطوائف ونادى التعارف وإلى ذالك يشار حفيده الشيخ إبراهيم بن محمود سيس البنبلي الجاملي في قصيدة نظمها في شمائله وغزارة علمه ومنافع مجلسه رضي الله عنه وأرضاه. دخول الشيخ في الطريقة التجانية واعتنق الشيخ الحاج علي فاطمة الطريقة الأحمدية التجانية في ريعان شبابه بإذن صريح، وسند صحيح عن شيخه الكبير، وملازمه ومربيه الشيخ الحاج عبد الله الشهير ببرم جامل رضي الله عنه بسنده المتصل إلى شيخنا أحمد التجاني. وله أيضا في الطريقة أسانيد متصلة صحيحة صريحة وأحبها إليه سنده الحافظي عن الخليفة الشيخ محمد السعيد عن والده أحمد بن الشيخ محمد الحافظ عن خاله حسان الطريقة بد بن سيدين عن الشيخ محمد الحافظ العلوي الشنقيطي عن الشيخ أحمد التجاني سقانا الله من فيضه بأعظم الأواني إذنًا وتقديمًا وإطلاقًا رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم وألحقنا بهم آمين. وأخذها عنه خلائق لا يحصون، واحتمى بالكتاب والسنة وسيرة السلف الصالحين فاقتدى به أصحابه ومن التحق بهم بارك الله فيهم أينما كانوا ورضي الله عنه وأرضاه وجعل أعلى عليين مثوانا ومثواه وتوفي صبيحة يوم الإثنين الثالث والعشرين من شهر من ربيع الثاني 1379هـ الموافق 26 أكتوبر 1959م ودفن في جامل. وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله الأخيار وأصحابه الأبرار والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. الشيخ الحاج أحمد علي سيس الجاملي بتاريخ 22 مارس 2020م ـ 27 رجب 1441هـ

BIOGRAPHIE CHEIKH EL HADJI ALIOU FATIMA CISSE DIAMAL 1959-1882

BIOGRAPHIE RESUMEE DE GOORGUI EL HADJI ALIOU FATOU CISSE DIAMAL (1882-1959) Gloire à ALLAH Seigneur des cieux et de la terre et prières sur son Prophète Mouhamad Paix et Salut sur Lui. Descendant de Demba Khoy Thiam CISSE de la ligné généalogique de Mady Bakar Cisse de Pakala NGANDA et de Fatima Yacine SALL, Aliou Fatima CISSE plus connu sous le nom de Goorgui El Hadji Aliou Fatima CISSE est né en 1882 à Bambaly, village situé dans la commune de Nganda, département et région de Kaffrine. Son père Demba Khoy Thiam CISSE se faisait distingué durant sa vie parmi ceux qui ont bien mémorisé le saint coran. Il consacrait beaucoup de son temps en sa lecture. Dans son école, on y trouvait des talibés petits comme grands qui lui venaient de différents horizons. Une bonne partie des talibés ayant bénéficié de son enseignement ont maitrisé le coran et ont su bien écrire ; certains même lui ont écrit des « camils ». Il a réussi à leur donner une bonne éducation. Il a rendu l’âme en 1904. Quant à sa mère Fatima Yacine SALL fille de Layine Habsa est originaire de Bamba Modou village de Cheikh Mouhamadou Bamba SALL qui est décédé en 1844. Il se trouve dans le département et région de Kaffrine. Sokhna Fatima Yacine SALL était une femme pieuse et un modèle. Elle se souciait beaucoup de la bonne éducation des enfants et ne ménageait aucun effort pour satisfaire leurs besoins. Sa sagesse se manifestait à travers ses propos et ses anecdotes qui sont d’une très grande utilité pour la communauté. Elle est décédée en 1909. SES ETUDES CORANIQUES Il a appris le Saint coran dans l’école de son père Demba Khoy Thiam CISSE et l’a mémorisé alors qu’il n’avait que12 ans. Il savait bien écrire on disait de lui un calligraphe et cela jusqu’à sa mort. Comme une grande partie des talibés de l’école de son père, ce calligraphe émérite a aussi écrit un « camil » pour son maitre coranique. Et celui-ci lui chargea d’écrire sur les ardoises ou tablettes en bois des talibés et leur enseignement alors qu’il était encore jeune. SES ETUDES SCIENTIFIQUES ET SPRITUELLES En 1898, il commence ses études scientifiques et spirituelles auprès de son grand frère paternel Cheikh Ahmad CISSE dit Baye Dame Diamal. Ce dernier lui a enseigné des livres dans les domaines suivants :  Fikh comme «Mourchidoul mouhénou », « Risalatou Ibnou Aby Saydine » « Al Khayrawany », etc.  Grammaire comme « Adjroumya », « Moulhatoul Ihrab », « Kitabou Tasrif », « Lamyatoul Afhal », « Moukhadimatou Ibnou Bouna », des chapitres d’ «Alfyatou Ibnou Malick », etc.  Littérature arabe, etc.  Et autres. S’agissant des livres suivants : «Mouktasar Cheikh Khali », « Makhamatoul Hariry », « Moukhtaratou Chirou Diahily » il les a appris auprès de Serigne Babacar Todj SECK et Serigne Mouhamad SECK. Que la clémence de Dieu soit sur eux. Il poursuivra ses études auprès de son guide vénéré El Hadji Abdoulaye CISSE dit Boroom Diamal qui lui a enseigné « Al Balakha », « Al Haroud », « Al Khawafi », « Helmoul Mikhatt », « Ass Chouhour » et autres disciplines. SA VIE ET SON ŒUVRE A DIAMAL (1911-1959) Après avoir terminé ses études il s’est retourné dans son village natal Bambaly. Quelques temps après, il rend visite à son marabout Cheikh El Hadji Abdoullahi CISSE dit Boroom Diamal. C’était en 1911. Il trouva Boroom Diamal étant un grand homme, un homme de Dieu. Durant sa visite à Diamal, il a pu constater que Boroom Diamal est un homme à cœur ouvert, d’une grande disponibilité et d’une éloquence exceptionnelle, mais aussi un véritable serviteur. Au terme de sa visite, il avisera son hôte de sa volonté de le rejoindre à Diamal, village fondé en 1910. Et Boroom Diamal lui donna son accord. Ainsi El Hadji Aliou Fatima CISSE retourne à son village natal Bambaly pour préparer son déménagement définitif au cours de la même année ; c’est-à-dire en 1911. A Diamal il a été bien accueilli et accompagné. Et il assistait Boroom Diamal dans le traitement de toutes ses correspondances administratives ; il était devenu son secrétaire particulier. Boroom Diamal l’apprécia bien et lui chargea de l’enseignement et de l’encadrement pédagogique des talibés. A la mort de Boroom Diamal en 1925, il continue à assurer la noble mission qui lui a été confiée et le darrah de Diamal reste attractif du fait de la qualité de l’enseignement qui s’y dispense et surtout de la bonne éducation. Etant éducateur, El Hadji Aliou Fatima continue toujours ses recherches et ses apprentissages. Ainsi par ses correspondances avec Cheikh Mouhamad Hali Ibnou Fatal Halawi Ass Chinkhity, il apprend : «Kitabou Nachroul Bounoud Hala Marahi As Sahod Li As Chaykhi Habdoullahi ibnou Al Hadji Ibrahima Al Halawi As Chinkity », ce livre qu il enseignera plus tard à plusieurs talibés venant de différentes localités. SA QUETE DE RECHERCHE A Diamal après ses voyages d’etudes dans les écoles et auprès des Oulémas, Goorgui El Hadji Aliou Fatma consacre une bonne partie de son temps à la lecture et à la recherche scientifique. Il élargissait ses recherches par des correspondances avec des Oulémas sénégalais, gambiens, de Chinkhidy (Mauritanie) et notamment de ses amis de Al halawi (Mauritanie), et Addimanyoune. Ses efforts fournis fera de lui un des miracles de Dieu dans des domaines diverses et variés : sciences coraniques, hadith, littérature, poésie, histoires, astronomies et autres. Il était à la quête perpétuelle de la recherche et de la connaissance. A cet effet, il avait une bibliothèque dans laquelle on pouvait trouver des manuscrits et des livres imprimés du Sénégal et d’ailleurs. Que Dieu protège cette bibliothèque. Ses compétences en lecture font qu’il ait lu tous les livres de sa bibliothèque attestant des nombreuses notes prises et parfois des corrections apportées aux manuscrits. SES PELERINAGES Goorgui El Hadji Aliou Fatima CISSE a effectué deux (2) pèlerinages à la Mecque respectivement en 1937 et en 1939 et pour chacun des pèlerinages il en a profité pour effectuer une ziarra à Fez au mausolée de Cheikh Ahmad Tidiane Charif. A son passage à Fez en 1939 le moukhadam de la zawiya, durant cette époque, Sayid Tayib As Soufyani petit fils du Cheikh l’a donné une « idiaza ». A l’occasion de chaque pèlerinage, Goorgui El Hadji Aliou Fatima CISSE a eu à rencontrer beaucoup d’Oulémas avec qui il a beaucoup échangé sur beaucoup de questions et ont partagé des secrets et connaissances. Certains lui ont donné des « Idiaza » (Cf. Siratou Cheikh El Hadji Aliou Fatima de Cheikh El Hadji Ahmadou CISSE). SES EFFORTS POUR CONTROLER LES ECRITURES DES TALIBES Goorgui El Hadji Aliou Fatima CISSE avait un emploi du temps occupé ; il depensait des heures pour la soumission et l’adoratin d’Allah, des heures pour recevoir des visiteurs qui venait en délégation et individuellement, des heures pour dispenser des cours en connaissances scientifiques et sprituelles selon les différents niveau des talibés et de disciplines variées. Mais cela ne l’empêchait nullement de controler ceux qui écrivaient des « camils » mais surtout quotidiennement les écritures des talibés sur les ardoises ou tablettes en bois. Ils les controlaient tous chacun avec son niveau. Et il les enseignait les règles et l’art de l’ecriture, etc. Il est quelqu’un qui a financé beaucoup d’argent pour qu’on lui faire ecrire des camils. Et cela à des hommes de différents horizons notamment dans le « Saloum » et dans le « Mbacoul ». A chaque fois qu’il entendait un darra célèbre il demandait à ce que lui écrive un camil. Il assistait ses talibés à savoir ecrire avant de terminer les études coraniques et leur faisait bénéficier d’un niveau qui leur permettait toujours de pouvoir monter à un deuxième échelon SES ENSEIGNEMENTS Il a commencé à enseigner alors qu’il était encore talibé. Il dispensait des cours à d’autres talibés qui venaient auprès de lui. Il continue sur cet élan jusqu’à qu’il vienne cohabiter avec El Hadji Abdoullahi CISSE en 1911 pour se renforcer. Ce dernier lui attribua la dispense de certains cours à certains talibés. Après ses preuves faites, la totalité de la dispense des cours lui sera attribué. Il devient dès lors le responsable des études de Darrah de Diamal Pour bénéficier de son enseignement et de son éducation, des talibés lui venaient de différentes localités du Sénégal, de la sous-région et de l’Afrique en général sans distinction de race, d’ethnies, et de tarikhas. Il a enseigné de 1906 à 1959. SON ENTREE DANS LA TARIKHA TIDIANYA Goordui El Hadji Aliou Fatima CISSE a pris le wirdou de tarikha par une voix autorisée et vérifiée via El Hadji Abdoulaye CISSE Boroom Diamal. Il était jeune en ce moment-là. De tous ses « sanad » il préfèrait celui de Al Hafizy qu’il a prit de Khalifatou Cheikh Mouhammad Sahedd qui l’a pris de son parent Ahmad ibnou Cheikh Mohamadoul Hafizh qui l’a pris de son oncle hasanoutt tarikha Baddi ibnou chaydayni qui l’a pris de Cheikh Mouhamadoul Hafizh al halawi as chinkhity qui l’a pris de Cheikh Ahmad Tidian Charif radyal Lahou tahala hanhou. Goordui El Hadji Aliou Fatima CISSE a rendu l’ame le 26 octobre 1959 et fut inhumé à Diamal.

jeudi 15 mars 2018

ما هي حقوق الأبناء على اﻵباء؟

يقول اللهُ تعالى في مُحكم التنزيل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]. في هذه اﻵيَة الكريمة يرشِد الحقُّ سبحانه عبادَه المؤمنين أن يقُوا أنفسَهم وأهليهم من النَّار، وقد رأيتُ أنَّ من وسائل هذه الوقاية القيامَ بحقوقهم، وإعانتهم على البِرِّ، وقد أخرج الإمامُ ابن أبي شيبة في مصنَّفه، في باب ما جاء في حقِّ الولد على والده، من طريق الشَّعبي، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((رَحِم اللهُ والدًا أعان ولدَه على برِّه))[1]. وكان ابن عمر يقول: "إنَّ الوالِد مسؤول عن الولَد، وإنَّ الولد مسؤول عن الوالد"؛ يعني: في الأدَب والبِرِّ[2]. وقد تَرجم البخاريُّ في الأدب المفرد: "باب بر الأب لولده"، وساق عن ابن عمر أنَّه قال: أسماهم اللهُ عزَّ وجل أبرارًا؛ لأنَّهم بَرُّوا الآباء والأبناء، فكما أنَّ لوالدك عليك حقًّا، كذلك لولدك عليك حقٌّ. وقد عدَّها الإمام البيهقي شُعبةً من شعب الإيمان، قال رحمه الله: (باب في حقوق الأولاد والأهلين؛ وهي قيام الرَّجل على ولده وأهلِه، وتعليمه إيَّاهم من أمور دينهم ما يحتاجون إليه. فأمَّا الولد، فالأصل فيه أنَّه نِعمة من الله ومَوهبة وكرامة، قال الله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ﴾ [النحل: 72]، وقال: ﴿ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ﴾ [الشورى: 49]، فامتَنَّ علينا بأنْ أخرج من أصلابنا أمثالَنا، وأخبر أنَّ الأنثى من الأولاد مَوهبة وعطيَّة كالذَّكَر منهم. ثمَّ قال: فكلُّ مَن وُلد له من المسلمين ولدٌ ذَكر أو أُنثى، فعليه أن يَحمد اللهَ جلَّ ثناؤه على أن أخرَج من صلبه نسمةً مثله تُدعى له، وتُنسب إليه، فيعبد الله لعبادته، ويكثر به في الأرض أهل طاعته، ثمَّ يؤمر به حدثان مولده بعدَّة أشياء: أولها: أن يؤذِّنَ في أذنيه حين يولد؛ وذلك بأن يؤذِّنَ في أذنه اليمنى ويقيم في أذنه اليُسرى. والثانية: أن يحنِّكه بتمْر؛ فإن لم يجِد فبحُلوٍ يشبهه، ويَنبغي أن يتولَّى ذلك منه مَن يُرجى خيره وبركته. والثالثة: أن يعقَّ عنه)[3]. وقد لاحظتُ اهتمامًا كبيرًا بمعالجة موضوع عقوق الأبناء للآباء، وهو أمرٌ جدير بهذا الاهتِمام؛ لأنَّ وِزرَه كبير، وآثاره خطيرة في حياة الإنسان وآخرته، ولكن لم ألحَظ هذا الاهتِمام بمعالجة عُقوق الآباء للأبناء؛ ربَّما لأنَّ البرَّ من الوالد طِباع، وأنَّه من الولد تكلُّفٌ لما افتَرَض الله عزَّ وجلَّ عليه؛ كما قال إياس بن معاوية، ونقله عنه ابن أبي الدنيا في كتابه "العيال"، أو يكون السَّبب أنَّنا انشغَلنا بالواجبات ونَسينا الحقوق! فما هي أهمُّ حقوق الأبناء على اﻵباء، وكيف نبرُّ أبناءنا؟ أهمُّها عشرة، وهي: أولًا: اختيار الأمِّ الصَّالحة الطيِّبة ذات الأصل الطيِّب والخُلُق القويم: لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((تُنكحُ المرأةُ لأربعٍ: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفرْ بذَات الدِّين تربَت يداك))[4]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((تخيَّروا لنُطَفكم، وانكِحوا الأكْفاء، وأنكحوا إليهم))[5]. ثانيًا: اختيار الاسم الجميل؛ لأنَّه سيُنادى به بين النَّاس في الدنيا، ويُنادى به يوم القيامة: فعن ابن عبَّاس قال: قالوا: يا رسولَ الله، قد علِمنا حقَّ الوالد، فما حقُّ الولَد؟ قال: ((أن يُحسن اسمَه، ويُحسن أدبَه))[6]. ثالثًا: تربيتهم تربية إيمانية: قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]. وقد جاء عن عليٍّ رضي الله عنه في قوله تعالى: ﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [التحريم: 6] أنَّه قال: "أدِّبوهم وعلِّموهم"[7]. ومن أهمِّ وسائل الوقاية: تربيتهم على الفَضائل، وإبعادهم عن الرَّذائل، وتعليمهم علومَ الدِّين، وتدريبهم على الصَّلاة، وعلى العِبادات الأخرى، وتوفير سُبل حصانتهم من الوقوع في مصايد الشَّيطان وحبائله؛ وذلك بالتفريق بينهم في المضاجِع. يدلُّ على ذلك: ما جاء عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مُروا أولادَكم بالصَّلاة وهم أبناءُ سبع سنين، واضرِبوهم عليها وهم أبناءُ عشْرٍ، وفرِّقوا بينهم في المضاجِع))[8]. والوالد مسؤول عن ذلك، فقد جاء عن عبدالله بن عمر أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا كلُّكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيَّته؛ فالإمامُ الذي على الناس راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيَّته، والرَّجلُ راعٍ على أهل بيته وهو مسؤولٌ عن رعيَّته، والمرأةُ راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولةٌ عنهم، وعبدُ الرجل راعٍ على مال سيِّده وهو مسؤول عنه، ألا فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته))[9]. فكما أنَّ الأب يَخشى على أولاده من برد الشتاء وحرِّ الصيف، فلا بدَّ أن يَخشى عليهم من نار جهنَّم، فيحيطهم بالرِّعاية والتربية الإيمانية، وسوف يُسأل عن ذلك إنْ هو قصَّر؛ قال عليه الصلاة والسلام: ((إنَّ الله سائلٌ كلَّ راعٍ عمَّا استرعاه؛ حفِظ أم ضيَّعَ، حتى يَسأل الرجلَ عن أهل بيته))؛ أخرجه أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه. وقد تَرجم البخاريُّ في الأدب المفرد: باب أدب الوالد وبره لولده، وأورد فيه من جهة الوليد بن نمير بن أوس أنه سمع أباه يقول: كانوا يقولون: الصَّلاحُ من الله، والأدبُ من الآباء. ولهذا كان من مَحاسن التربية الإيمانيَّة أنَّها تحفظهم من الانحِرافات العقديَّة، والسلوكية، والفِكرية، وهي تحصنهم من مَظاهر الغلوِّ والتطرُّف. رابعًا: الاهتمام بتعليمهم: فقد جاء عن أبي رافع أنه قال: قلتُ: يا رسول الله، أللولَد علينا حقٌّ كحقِّنا عليهم؟ قال: ((نعم؛ حقُّ الولَد على الوالد أن يعلِّمه الكتابَةَ والسِّباحةَ والرَّمي، وأن يورثه طيبًا))[10]. وجاء عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((علِّموا أولادَكم السِّباحةَ والرماية.))[11]. وعنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((كلُّ شيءٍ ليس من ذِكر الله فهو لهوٌ أو سهوٌ، إلا أربع خصالٍ...))، وذكر منها: ((وتعليم السِّباحة))[12]. وللإمام السيوطي رحمه الله رسالة نافِعة في هذا الموضوع، سمَّاها: "الباحة في السباحة"[13]. وقال سفيان الثوري: "يَنبغي للرجل أن يُكرِه ولدَه على طلب الحديث؛ فإنَّه مسؤول عنه"، وقال: "إنَّ هذا الحديث عِزٌّ، مَن أراد به الدنيا وجدَها، ومن أراد به الآخرةَ وجدها". وقد ذَكر العلماءُ رحمهم الله تعالى أنَّ الوليَّ يَنبغي له تأمُّلُ حال الصَّبي وما هو مستعدٌّ له[14]. ومِن أهمِّ المؤلَّفات التي ألِّفَت في هذا المحور، كتاب: "رعاية الأسرة المسلمة للأبناء: شواهد تطبيقية من تاريخ الأمَّة"؛ للدكتور عبدالحكيم الأنيس، وقد تَناول فيه عمدَ الرِّعاية، ومن ذلك: الصَّلاح الذاتي، واستحضارُ حقوقهم في الذِّهن، والدعاء والتماس الدعاء لهم، وعَرْضُهم على الصَّالحين، وتربيتُهم وتوجيهُهم إلى العلم والعمل، وإحضارهم مجالسَ العلم، وتفخيمُ أمر العلم في نفوسهم، والنَّفقة عليهم في تعلُّم العلم النَّافِع، ومتابعتهم في أمورهم الكبيرة والصَّغيرة، وتعليمهم أدبَ الكلام، والعمل على تكوين شخصيَّتهم الاجتماعيَّة، وربْطُهم بالله سبحانه، وإعانتهم على سُبُل الخير، وتلبية متطلبات الفِطرة والغريزة، وبرُّهم ورعاية مشاعرهم، وتعليمُهم اختيار الأصدِقاء، وتضافر جهود الأسرة والأقارب على هذه الرِّعاية، وعدم إدخال الغمِّ عليهم. وقد استَشهد على ذلك بقصص من تاريخ الأمَّة، فيَنبغي الرجوع إليه، وهو متوفر إلكترونيًّا في الشبكة العنكبوتيَّة (النت). خامسًا: إعانتهم على الخير: والإعانة تكون: بالإحسان إليهم وهم صِغار، وتوقيرهم إن بلَغوا سنَّ مَن يوقَّر. ولا يُعمل بقولهم: مَن عرفك صغيرًا لم يوقِّرك كبيرًا، ولقد رأينا كثيرًا من الآباء يُحمِّل ولدَه ما لا يطيقه، فيُلجِئه إلى خِلافه، ويعده عاقًّا وهو الباحث على حتْفِه بكفِّه[15]. وبألَّا يَطلب منهم ما لا يَقدرون عليه. ولا يَطلب منهم ما يَحرُم فعلُه، فضلًا عن المكروه. ومن ذلك: ما يقوم به بعضُ الآباء بتحريض أبنائهم على قَطْع الرَّحِم، وعلى الابن التعامل بالحِكمة مع الوالدين وبكلِّ هدوء ولُطْف. وأن يَقبَل من محسنهم إذا أحسَن، ويتجاوَز عن إساءة مَن أساء منهم، والتغاضي عن هفواتهم. سادسًا: المساواة بينهم في العطية: من حقوق الأولاد المساواة بينهم في العَطيَّة، فقد جاء عن النُّعمان بن بشيرٍ، قال: انطلَق بي أبي يَحملُني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ الله، اشْهَد أنِّي قد نحلتُ النُّعمان كذا وكذا من مالي. فقال: ((أكُلَّ بنيك قد نَحلتَ مثل ما نحلتَ النُّعمان؟)). قال: لا، قال: ((فأشهِد على هذا غيري))، ثُمَّ قال: ((أيسُرُّك أن يكونوا إليك في البرِّ سواءً؟))، قال: بلى، قال: ((فلا إذًا))[16]. سابعًا: عونهم على حُسن الاختيار في الزَّواج، وعدم إجبارهم على الزَّواج بمعيَّن، أو بمعيَّنة: وقد جاء عن عائشة رضي الله عنها أنَّ فتاةً دخلَت عليها، فقالت: "إنَّ أبي زوَّجَني من ابن أخيه ليَرفَع بي خسيستَه، وأنا كارهة، فقالت: اجلسي حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرَته، فأرسل إلى أبيها، فدعاه، فجعل الأمرَ إليها، فقالت: يا رسولَ الله، قد أجزتُ ما صنع أبي، ولكن أردتُ أن تعلَمَ النساءُ أنْ ليس للآباء من الأمر شيء"[17]. فنحن نجِد في هذا الحديث أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خيَّرَها وهي بنت، وجعل الحقَّ لها في ردِّ النكاح، إذا لم تَكن لها رغبة في هذا النِّكاح؛ حتى يَعلم النَّاسُ - كلُّ الناس - أنَّ الإسلام لا يَرضى بإكراه المرأة على النِّكاح. وللفقهاء تَفصيلات مهمَّة حول هذا الموضوع، يَنبغي أن تؤخذ بعين الاعتِبار عند دِراسة هذا الموضوع من قِبَل الأسرة للوصول إلى القرار الصَّحيح، والوصول إلى أحسَن النَّتائج لكلا الطَّرفين. ومن باب أولى عدَم إجبار الشابِّ على الزَّواج ممَّن لا يَرغب كما يَفعل بعضُ اﻵباء. ثامنًا: تزويجهم: فقد جاء عن أبي سعيد وابنِ عباسٍ قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن وُلِد له ولدٌ، فليحسن اسمَه وأدبَه، فإذا بلغ فليزوِّجه، فإنْ بلَغ ولم يزوِّجه فأصاب إثمًا، فإنَّما إثمُه على أبيه))[18]. وقد جاء عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما أنه كان يقول: "مَن رزقه الله ولدًا، فليحسن اسمَه وتأديبه، فإذا بلغ فليزوِّجه". وكان سعيد بن العاص يقول: "إذا علَّمتُ ولدي القرآن، وحجَّجتُه، وزوَّجتُه، فقد قضيتُ حقَّه، وبقي حقِّي عليه". وقال قتادة: "كان يُقال: إذا بلغ الغلام فلم يزوِّجه أبوه فأصاب فاحشةً، أَثِمَ الأبُ". نقَل هذه النصوص المهمَّة ابنُ أبي الدنيا في كتابه: "العيال". تاسعًا: وجوب النَّفقة عليهم إن كانوا فقراء: لقول الله تعالى: ﴿ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 233]، وقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ﴾ [الطلاق: 6]. وإعانتهم إن كانوا كبارًا فقراء، فقد جاء عن جابر الخيوانيِّ، قال: كنتُ عند عبدالله بن عمرٍو فقدِم عليه قهرمانٌ من الشَّام، وقد بقيَت ليلتان من رمضان، فقال له عبدالله: هل تركتَ عند أهلي ما يكفيهم؟ قال: قد تركتُ عندهم نفقةً. فقال عبدالله: عزمتُ عليك لَما رجعت فتركتَ لهم ما يَكفيهم؛ فإنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: ((كفى بالمرء إثمًا أن يُضيِّع من يعولُ))[19]. عاشرًا: الدُّعاء لهم، وتحرِّي ذلك في الأمكنة والأزمنة المبارَكة، وعدم الدعاء عليهم: لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((لا تَدعوا على أنفُسكم، ولا تَدعوا على أولادِكم، ولا تَدعوا على أموالكم؛ لا توافِقوا من الله ساعةً يُسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم))[20]. بمعنى: لا تَدعوا عليهم إنْ أساؤوا إليكم، أو قَصَّروا في واجب من واجباتكم، أو رأيتم منهم ما لا يسرُّكم؛ فإنَّ ذلك ليس من الحِكمة في شيء. لكن ممَّا يجِب بيانه: أنَّ تقصير الآباء في حقوق الأبناء لا يبرِّر عقوقَ الأبناء وتقصيرهم في حقوق والديهم. وأخيرًا: نسأل اللهَ تعالى أن يهَبَ لنا من أولادنا قرَّةَ أعيُن، فقد جاء عن كثير بن زياد أنَّه سأل التابعيَّ الجليل الحسن البصري عن قوله تعالى: ﴿ هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ﴾ [الفرقان: 74]، فقال: يا أبا سعيد، ما هذه قرَّةُ الأعين؟ أفي الدنيا، أم في الآخرة؟ قال: "لا، بل والله في الدُّنيا". قال: وما هي؟ قال: "هي واللهِ أن يُري الله العبدَ من زوجته، من أخيه، من حميمه طاعةَ الله، لا والله ما شيءٌ أحبَّ إلى المرء المسلم مِن أن يرى والدًا، أو ولدًا، أو حميمًا، أو أخًا مطيعًا لله عزَّ وجلَّ"[21].

mardi 24 novembre 2015

أسس تكوين الأسرة الصالحة عند الشيخ الحاج عبد الله سيس

أناجيك وأنت راغب في تصفح هذه الأوراق وقراءتها : أنّني مترجم أحاول ــ ما استطعت ـــ نقل كلام عالم فصيح وعابد تقيّ متزن الأقوال شيق العبارات أنيق المعاني من اللغةالو لوفية إلي اللغة العربية فأنا المتكلف بنحت الكلمات العربية من معادنها وتركيب المعاني في قوالبها وتر صيع الصياغات في ألوانها. وأمامي الأمانة العلمية تذكّرني بقول بن مساري: وحـــــــــرّر النــــقل وإياك والغلـــــط فصحــة العــــزو سبـــيل مــــشترط وهيبة الشيخ الأكبر الذي أترجم عنه تشير إليَّ :( أن سدّد وقارب )فإذا وفقت في النحت والتركيب والترصيع وصحّت العزو وسددت وقاربت وأفهمت واستفدت وأفدت وتخلصت من معرة النقصان ووصمة الزيادة في الرواية فذلك غاية رغبتي ومنتهي منيتي، وإلا فإنّا لله علي ضالة المسعى وخيبة المرمي والكمال لله وحده . الشيخ أحمد علي سيس خديم المدرسة بسم الله الرحمن الرحيم وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما. موضوع المحاضرة: أسس تكوين الأسرة الصالحة عند الشيخ الحاج عبد الله سيس الجاملي رضي الله عنه. إعدادوإلقاء: الشيخ أحمد علي سيس الجاملي خديم المدرسة الجاملية. السلام عليكم ورحمة الله أصحاب المعالي والسيادة من الشيوخ والزعماء، إخواني الصالحين وأخواتي الصالحات. بعد السلام والتحية كما يليق بسيادتكم، إنه لشرف عظيم لنا أن نلتقي هنا في رحاب المعهد الإسلامي بد كار في هذا الملتقي الكريم الذي عقد للحديث عن الشيخ الحاج عبد الله سيس الجاملي ومنجزاته العلمية والتربوية والثقافية والاجتماعية. وكان من حسن حظي أن نوديت للمشاركة فيه بإلقاء موضوع عنوانه: أسس تكوين الأسرة الصالحة عند الشيخ الحاج عبد الله سيس؛ وهو موضوع واسع ، وبحث طويل الذيل وإنما نأتي منها بإشارات واضحة وتطبيقات ملموسة دينية وأخلاقية واجتماعية . إخواني وأخواتي من المستمعين والقرّاء !! أفاتحكم ــ بادئ ذي بدء ــ إن الشيخ الحاج عبد الله بن عثمان سيس الجاملي الذي نريد الرواية عنه عاش ثمانين عاما علي الأصح ؛قضي أكثر منالنصف الأول من عمره في القراءة والتعلّم والاستفادة ومواصلة الرحلات في داخل الوطن وخارجه وصحبة الشيوخ وخدمة الصالحين. وكرّس الباقي من عمره الغالي في الإقراء والتعليم والإرشاد والإفادة والعبادة وتربية الخلائق والتنقل من منزل إلي منزل إلي أن وجد ضالته المنشودة في بقعة جامل فاتخذها مثواه الأخير 1910م إلي أن توفي بها سنة 1925م فرضي الله عنه وأرضاه وجعل أعلي عليين مثواه وألحقنا به آمين. وقد اجتمع في شخصيته الفذة حفظ القراء وعلم العلماء وحكمة الحكماء وحقائق الصوفيين واستتار الملامتيينوفراسة المؤمنين الناظرين بنور الله تعالي. وكان رضي الله عنه معلما قديرا ومربيا حكيما وخطيبا فصيحا؛ سنيا في أقواله وأفعاله وأوامره ونواهيه وتصرفاته كلها، ومحاربا للبدع والأهواء والميولاتوالنزعات الخلابة، مخلصا، حازما في معاملاته وعباداته وتقلباته ومبادئه ومساعيه ، فحق أن تعقد له الملتقيات وتجمع له الحفلات وتكتب أقواله وتعليماته بماء الذهب. وتودع في مكتبات الخلد للأجيال الحاضرة والآتية. إصلاح الأسرة وتعاليم الشيخ فيه إن صلاح الأمم وسعادتها يبدأ بإصلاح الأسرة وتكوينها عليأسس متينة من التربية والتعليم والإرشاد علي الكتاب والسنة. وكان الشيخ الأكبر يولي تربية الأسرة اهتماما كبيرا.والحكايات التي نريد أن نأتي ببعضها تدل علي ما بذله الشيخ من النصائح و التوضيحات في تكوين الأسرة الصالحة. ونبدأ بالزواج فإنه أساس الأسرة وحياتها وقوامها واللبنة الأولي في بنائها ؛ فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فقد رغب عني .) أخرجه أبو يعلي في مسنده. وقال أيضا:(تناكحوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامةحتىبالسقط.)رواه أبوبكر بن مردويه في تفسيره والبيهقي في المعرفة عن الشافعي. وقال صلي الله عليه وسلم:(من ترك التزويج مخافة العيلة فليس منا.) رواه أبو منصور الديلمي. وكان بعض الصحابة انقطع إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم يخدمه ويبيت عنده لحاجة إذا طرقته فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم: ألا تتزوج؟ فقال يا رسول الله! إني فقير لا شيء لي وأنقطع عن خدمتك فسكت. ثم عاد ثانيا فأعاد الجواب. ثم تفكّر الصحابي وقال: لَرسولُ الله صلي الله عليه وسلم أعلم بما يصلحني في دنياي وآخرتي وما يقربني إلي الله منّي، ولئن قال لي الثالثة لأفعلن. فقال له الثالثة ألا تتزوج؟قال: قلت يا رسول الله زوّجني،فقال: اذهب إلي بَنِي فلان فقل إن رسول الله صلي الله عليه وسلم يأمركم أن تزوّجوني فتاتكم. قال: فقلت: يارسول الله لا شيء لي، فقاللأصحابه:(اجمعوا لأخيكم وزن نواة من ذهب.) فجمعوا له فذهبوا به إلى القوم فأنكحوه... قال الغزالي في الإحياء: وهذا التكرار يدل علي فضل في نفس النكاح ويحتمل أنه توسم فيه الحاجة إلىالنكاح.وقال صلي الله عليه وسلم:(إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.)وروي أبو داوود عن جابر عن رسول الله صلي الله عليه وسلم:(إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلي ما يدعوه إلي النكاح فليفعل.) وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا أراد خطبة امرأة بعث أم سلمة تنظر إليها. فعلي هذه السنة النقية البيضاء كانالشيخ يسير مع أصحابه فكان يأمر الشباب الذين أنهوا دراساتهم أو قطعوها لحالات اجتماعية بسرعة الزواج والعناية بتكوين الأسرة بعرض مفهم وحوار مقنع وإليكصورمن ذلك. دعا يوما تلميذا له كان قائما نشيطا في خدمته وقال له إنه قد بلغت سن الزواج فما رأيك؟ قال كنت أفكر في ذلك. قال له:على من وقع اختيارك؟قال: فلانة بنت السيد فلان وذكر ابنة مدير مديرية تلك الناحية! فقال له الشيخ: أنت شابّ لا تنظر في العواقب،آعجبك منها تزيّنها ونظافة ثيابها وأنها تجيد طبخ الأرز واللحم وأنها حضرية. إنّ كل ما تراها منها مهارة مكتسبة تنال بالرياضة والدربة لا تختص بها حضرية، ولا تحرم منها بدوية؛ اذهب إلى عشيرتك فاختر منهم من تعجبك قامتها وأخلاقها فتزوج بها تجانسك وتؤانسك بسرعةوتعاشرك بالمعروف ووفر عليها النفقات تنال تلك المهارات التي تعجبك. ودعا يوما تلميذا له وقال له: أراك في حاجة إلى التزويج وإن فلانا ذكر لي بنتين عنده فأرسل فلانا ينظرلك في شأنهما. عاد الرسول فذكر أنه رأي البنتين وأنهما متقاربتان في السن،والكبرىأوضح. فقال له الشيخ: اختر الكبرى إنه لا يترك ذات الدين والحسب لعدمالجمال، ولكن إذا استوت الدرجات والمزايا قدمت ذات الجمال علي غيرها. وجاءه رجل يعرض عليه ابنته ليزوجها أحد المريدين وقال له: أريد لها زوجا عالما غنيا. فقال له الشيخ: إن وجدته في قومك فهنيئالك، وإلا فإني لا أراك تجده؛ إن العالم الغني يتسارع أخواله وعشيرته الأقربون إلى تزويجه قبلك، وبنتك لم تـتزوج لطلب العلم والبحث عن المسائل وإنما تريد سندا قوّاما تستند عليه هي وأسرتها، فاختر لبنتك رجلا ديّـِنًا تقيا ذا همة،يمنعه دينه وتقواه من إهانتها وإهمالها وتساعده همته العلية على ضمان الإنفاق عليها وتحمل مسئولياتها. وقال: إن بساتين المزارعين قد تتخلف محصولاتها في بعض السنوات، وأموال الأغنياء قد تتفرق في بعض الأحايين؛ أما أصحاب الهمم العالية فإنهم يخوضون الأزمات ويجتازون العقبات وقد لا يخيب سهامهم. اختيار الأيام وموقف الشيخ منها: كان البحث عن أيام النحوسة والسعودة لعقدالزواج عادة منتشرة في البلاد، فكانوا يتشاءمون في بعض الأيام أو بعض الشهور أو بعض الأزمنة أو الحالات، أشياء ما أنزل الله بها من سلطانعادة جارية في كثير من الأمم، فقد كان العرب من قبل يكرهون عقد الزواج في شهر شوال ولما جاء الإسلام أغلق باب التشاؤم والطيرة. فعن عائشة رضي الله عنه في نفي التشاؤم بشوال: نكحني رسول الله صلي الله عليه وسلم في شوال، وبني بي في شوال فأي نسائه كان أحظي عنده مني. رواه إمام أحمد ومسلم وترميذي وغيرهم وأشار السوسي في منظومتهإلىأن النحس لمن يتتبع النحوس. جاء الشيخ الأكبر ووجد القوم مستغرقين في تقسيم الأيام والشهور والحالات إلى النحوسة والسعودة فاجتثّ جذورها من أصلها بتطبيق فِعلِي. قدم إليه زعيم كبير مشهور في قومه وزاره ودفع إليه حفنة من الطنبول وقال له: إن فلانا ــ وذكر له شيخا كبيرا معروفا في العشيرة ــ خطب إليّ ابنتي واتفقنا فنحن عازمون علي عقد النكاح فور انقضاء الشهور الرمضانيات يريد: جمادي الثانية، ورجب، وشعبان، ورمضان، وكان بعض الأقوام يجتنبونها لعقد الزواج. فرحب به الشيخ ودعا له ثم قال له: اتفقتم أنتم والخطيب علي عقد النكاح؟ قال نعم! فأعاد الشيخ السؤال ثلاثا وفي كلها يجيب بنعم؛ فخرجمن بيته في الحال، ثم عاد مع جماعة وأعاد عليه السؤال؛ اتفقتم معهم علي عقد النكاح؟ قال نعم! فعقد الشيخ النكاح في الحال وجعل الجماعة شهداء وقسموا الطنبول علىالجماعة، ودعوا للزوجين بالوفاق والبركة والسعادة. وقال للزعيم الكبير إنما تحيا البدع والتقاليد بتأييد أمثالكم فأني رأيتم تأخير نكاح اتفق عليه الخطيب والأولياء لمراعاة نحوسة يوم أوشهرأو سعودتها. قلنا وكان من قدر الله وبركته أن الله أظهر في هذا الزواج أسرة طيبة معروفين بالديانة والقرآن والخلافة في قومهم. ورأينا في بعض أصحابه من يفضلون أوائل الشهور على أواخر ها في عقد النكاح ومن يفضلون ليالي الجمعة والاثنين. وما رأينا قط منهم من يتظاهر باجتناب النحوسات واختيار السعودات؛ فالغلو في اختيار الأياموالشهور واجتنابها ليس من سيمة أصحابه فيما علمت. جلسة عقد النكاح يتحدث أولياء الزوج وأولياء البنت فيما بينهم من تقدير المهر وما إلى ذلك حتى يتفقوا على كلمة واحدة فيحضرون أمامه وأمام الشهود؛ فيقرأ الشيخ: الفاتحة ويصلي علي النبي صلي الله عليه وسلم ويقرأ: يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسّاءلون به والأرحام إنّ الله كان عليكم رقيبا. يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. ثم يخاطب الحضور بالو لوفية فيقول ما ترجمته أما بعد: فإن فلانا بن فلان وفلانة تمّ عقد زواجه بفلانة ابنة فلان وفلانة على كتاب الله وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم، وإذن أولياء أمورهما وعلى مهر اتفقوا على مقدارها ويـبيّن إن كان جاهزا أو ديْنا متبعا به. ويختم بقوله: فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان. ثم يقول ولي الزوج: قبلت له.وجواب ولي الزوج بقبلت له ركن أكيد من أركان النكاح؛ لذلك ينبه عليه إذا أراد إهماله. بهذا القدر الوجيز كان الشيخ يكتفي في عقد النكاح ولا يزال خلفاءه في جامل وغيرهم يسيرون علي سيرته بقدر ما سمح به الوقت الراهن. وكان يأمر النسوة بلزوم البيوت إلا لما لابد منها وحسن القيام بأمور الدار والعيال سواء الساكنين والواردين وطاعة الأزواج في المعروف وبحسن الديانة، ويأمر الأزواج بالعطف والشفقة على العيال والقيام بأمور الأهل وإتمام النفقات الواجبة بقدر الاستطاعة واجتناب تكليف ما لا يطاق. وينهي نهيا باتّـا عنضرب الزوجات والأولاد الصغار ولم يكن يسمع بكاء طفل إلا وترك ما كان عليه حتى يقف علي الطفل ويغيثه، ولا يزال أصحابه ومن اقتدي بهم يتخلقونبهذا الخُلق النبيل. وكان يقول للتلاميذ والجيران: إذا قلت لكم لا تضربوا الزوجات والولدان ظننتم أني أواليهم وأناصرهم عليكم كلّا!! إنما أواليكم وأناصركم أنتم وإنما أريد لكم العاقبة الحسني، ولن تجدوافي ضرب الزوجات والولدان إلا الندامة وسوء العاقبة وخيبة الأمل فاتقوا الله وأحسنوا المعاشرة. وتأثر به غالب أصحابه إلى اليوم فهم المثل العليا في العطف على الضعفاء من العيال والأجانب، وقال بعض أصحابه المعروفين: إذا أكثر المعلم الضرب علي تلميذ هجر الكتّاب والمعلم وقد لا يعود إليهما فيتوقف تعلمه عاجلا، وقد يترك القرآن بالكلّ وإذا شاب كان مصابا بالضعف والخور فأي منفعة في تربية تؤدي إلي ترك القرآن وإلىالضعف والخور وخيبة الأمل. وكان يأمر الجيران والأصحاب بالقيام بالنفقات الواجبة علي الزوجات وعامة الأسرة وبتفقد أحوالهم لا سيما الضعاف والمرضي والعجائز والغرباء والواردين. وحدث أن بعضهم وقع بينه وبين أهله نشوز حتى هجرته الزوجة وذهب إلى أهلها فانتظرها أياما حتى تضرر بالوحشة وعدم الكفالة. فدعاه الشيخ يوما وقدم له طعاما ملائما كافيا وماء صالحا وخلي له البيت والإناء، وبعد حين عاد إليه وقد أخذ حاجته فقال له: يافلان! كيف أهلك ؟ قال : هي ناشزة وذهبت إلي أهلها . قال له : أريت ما استمتعت بها من الطعام فقد كان قتّا من السنابل قدمت إليهن فدرسنها وأجدن إصلاحها حتى صار طعاما شهيا ، إن وجود من هذه حالتها في الدار لضروري من ضروريات الحياة؛ أما تعلم أنك لو اتفقت معها وعشتما معا بالمعروف لزايلك الجوع والعطش والوحشة ولا ستراح قلبك هكذا بهذه الكلمات اللطيفة ذات المعاني المثيرة علّمه الشيخ ضرورة الصبر علي أخلاق زوجته ففي الصباح من اليوم التالي ذهب الرجل إلي أصهاره واسترضاهم وعاد بزوجته إلي داره ولم تقع بينهما خصومة فيما بعد. المرأة المتعسرة من الولادة من دلائل كمال شفقة الشيخ علي العيال عامة،وعلى الضعفاء والمرضي خاصة. أنه اشتهر على ألسنة الثقاة من أصحابه أنه لم يكن ليكتب آية أو كلمة من القرآن الكريم لنوع ما من الاستعمالات المعروفة بين الناس؛ لا تعليقا ولا شربا ولا اغتسالا إلا للمرأة المتعسرة من الولادة، فإنه كان يكتب لها من التنزيل تشربها فتلد في الحال بعون الله تعالي وفضله وإرادته. بعد الولادة ذكر أبو داوود عن أبي رافع قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي بن أبي طالب حين ولدته فاطمة رضي الله عنها. وروي عن النبي صلي الله عليه أنه قال: من وُلِدَ له مولود فأذن في أذنه اليمني وأقام في اليسرى دفعت عنه أمالصبيان. رواه البيهقي في شعب الإيمان. وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: حملت بعبد الله بن الزبير في مكة فأتيت المدينة فنزلت قباء فولدت بقباء ثم أتيت به النبي صلي الله عليه وسلم فوضعه في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله عليه وسلم ثم حنكه بالتمرة ثم دعا له وبارك عليه. اتفق عليه الشيخان ممّا سبق نعرف أنه كان الصحابة المعاصرون لرسول الله صلي الله عليه وسلم يأتون إليه بأولادهم فور ولادتهم فيتـفل في أفواههم فيكون ريقه أو آثار تمرة مضغها أول شيء يدخل في أفواههم فإذا غاب رسول الله صلي الله عليه وسلم عنّا وترك لنا كتاب الله وسنته جاز للمؤمن المتعطش الذي يريد التبرك كتابة ما يختار من كتاب الله ليشربه الوليد ساعة يولد تفاؤلا وتعرضا لنفحات الله تعالي، فإذا تعسر ساعتئذ لحال من الأحوال استدركه فيما بعد ولو طالت المدة. ولم نرو فيه شيئا عن الشيخ ولكن ملازمة أصحابه له تدل على أنه أقرهم عليه وفضل الله واسع، والله عند ظن عبده به فليظن به ما شاء. استحباب تحسين أسماء الأولاد قال النووي في الأذكار: روينا في سنن أبي داوود بالإسناد الجيد عن أبي الدر داء رضي الله عنه قال: قالرسول الله صلي الله عليه وسلم: إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم. لقد استنّ الشيخ بسنته صلي الله عليه وسلم في تحسين أسماء الأولاد ؛ فإذا ألقينا نظرة قاصرة علي أسماء من أدر كناهم أحياء يرزقون من أبنائه السادة الكرام وبناته السادات الكرائم نجده اختار لهم أحسن الأسماء وأخذها من أكرم مؤاخذها فاتفق له أن سمّي من أسماء بنات رسول الله صلي الله عليه وسلم فاطمة وزينب ... ومن أسماء زوجاته الطاهرة خديجة ، وعائشة، وحفصة ، وزينب ... ومن أسماء أمهات الأنبياء مريم ... ومن أسماء عشيرته الأقربين والدته الكريمة: حوّاء ... ومن أسماء أشياخه الأعلام أبوبكر الديماني وهو من أصحاب محنض باب الديماني، شرح ألفية بن مالك، وعبد الرحمن بن محمذ فال بالذال بن مَتالي التندغي ورد اسمه في كتاب : (الوسيط في تراجم أدباء الشنقيط) صفحة: 345. تعلّم عليهما في الشنقيط ورافقهما مدة مديدة، وانتفع بهما كثيرا، وأجازه الأول، ومن أسماء الأنبياء يوسف ... ومن أسماء الصحابة الكرام عمر ... ومن أسماء تلاميذه المقربين عليّ وأَحمد وأراد الله أن يتمم له محاسن مآخذ الأسماء شرعا وعادة فاتفق أن أصغر أولاده ازداد له بعيد وفاته فسُمِّي باسمه: عبد الله، وتسمية الابن المولود بعد وفاة والده باسم والده المتوفى عادة معروفة، وجارية عند الأهالي. هذا، وقد توفي للشيخ بنون وبنات لم تتعين عندنا أسماؤهم رضي الله عنه وعنهم وعنّا معهم. ومما يلفت النظر في اختيار أسماء أولاده الكرام أن سمي ولدين له كريمين معروفين باسم تلميذيه وحواريَّيه في العسر واليسر، ورفيقيه في الدنيا وضجيعيه في البرزخ: الحاج أحمد سيس والحاج علي فاطمة مع صغر سنهما بالنسبة لسنه فهو أسن منهما بكثير وذلك إظهار منه وإثبات للإخوة والأمانة والصحبة والمحبة والعلاقات الدينية والدنيوية والبرزخية والأخروية العريقة بينه وبينهما وجعلها الله كلمة باقية في عقبهم آمــيــن. وكان يعتبرهما أخويه في النسب والهدف وزميليه في القصد والطلب والغاية؛ أما هما فكانا ينظران إليه ــ في حب وهيبة ووقار ــ كوالد عطوف وشيخ رءوف ومربّ ممدٍّ وسند عاصم، ومثل أعلي في الاهتداء والاقتداء، وفي الأخذ والعطاء؛ يصفانه بالشيخ الأكبر ولا يذكرانه رضي الله عنه إلا برقت ملامح السرور والبشر والبشاشة مشوبة بالهيبة والوقار في وجوههما. فتسمية شيخ مثله في سمو مقامه وعلو درجته ابنَه باسم تلميذه غريب في لوائح التسميات إلاّ أنه كان نسيج وحده وأمة قائمة لله، وأوتي بموهبات من مواهب سيّدنا إبراهيم خليل الرحمن قال تعالي: إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لأنعمه اجتبيه وهداه إلى صراط مستقيم. صدق الله العظيم. وكما كان يأمر بالإمساك بالمعروف كما أمر الله تعالي به كان يأمر بالتسريح بالإحسان فما يفعله بعض الناس من نهب أموال زوجاتهم وتكليفهن برد جميع ما أخذن منهم حتى الهدايا والتبرعات إذا وقع بينهم فراقأمر مخالف للكتاب والسنة. فإن أول خلع في الإسلام خلع جميلة بنت عبد الله بن أبي ابن سلول اختلعت من زوجها ثابت بن قيس. ولما أرادت جميلة فراقه قال ثابت لرسول الله صلي الله عليه وسلم: مرها فلترد عليّ الحديقة التي أعطيتها فقال النبي صلي الله عليه وسلم لها: ما تقولين؟قالت: نعم وأزيده! قال عليه السلام: لا حديقتها فقط! وقال لثابت: خذ منها ما أعطيتها وخل سبيلها! رواه البخاري. ففعل وكان ذلك أول خلع في الإسلام فانظر فإن ردّ المهر فقط كاف في الخلع أما الهدايا والتبرعات فلا يجوزردّها. وحدث في أصحاب الشيخ أن فارق بعضهم زوجته وكتب لأصهاره ورقة تـتضمن جميع ما أنفقه فيهم من المهر والتبرعات و الهدايا والمكرمات يريد استردادها فبلغ الأمر إلي الشيخ فقال له:اعرضعن ورقتك هذه واستغن بالله، واعلم أن استردادك ما أعطيتها من الهدايا والتبرعات يقلل من قيمتك في قومك، ولا يزيد في رزقك، ودفعها إليك جميع ما تكلفها به لا يحط من قدرها هي ولا ينقصمن رزقها، أمّا علمت يا فلان! أن الخسارة والندامة في المنازعات الزوجية تكون غالبا في نهاية المطافعلى عاتق الزوج فاعف وسامح وأن تعفوا أقرب للتقوى. انتهي بعون الله تعالي وهذا ما سمح به الوقت والحمد لله رب العلمين، وأروي غالب أخبار الشيخ الأكبر الحاج عبد الله سيس الجاملي عن مريده ــ المتفاني في حبه الكثير الحديث عنه ــ شيخنا الحاج علي فاطمة سيس الذي تعلم علي الشيخ وأخذ عنه، وولاّه الشيخ تعليم المدرسة وإدارة شئونها فور نزوله عليه في جامل ناويا السكني معه سنة 1911م فتولّاها في حياته رضي الله عنهما إلى أن توفي الشيخ سنة 1925م وهو عنه راض ومثن عليه وداع له. ثم بُعيْد ذلك تداعت أركان المدرسة للانهيار ومالت للانحدار فصابر واحتسب ورابط واعتزم حتى تجدّدت أسّسها وارتفعت قواعدها واستقرت أصولها وصارت تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها فتوافدت إليه من الأقطار طلّابها وانتشرت في الآفاق خرّيجها وأصحابها وعمّت في الأرجاء علومها ومنافعها ونتائجها فدام ــ وحيد عصره ــ علي تدريسها وإدارتها مدة تناهز نصف قرن من الزمن ابتداء من1911م إلي أن دعاه ربه 1959م رضي الله عنه وأرضاه وجعل أعلي عليّـين مثواه ، فلبي الدعوة بعد أن أحسن الخدمة وأدّي الأمانة واستودع المدرسة ــ وارفة الظلال باسقة الأغصان سامقة الأركان ــ الحي القيّوم الذي لا تضيع ودائعه . فأبقاها ــ سبحانه وتعالي ــ خالدة تالدة عامرة طيّبة نيّرة ثريّة النبع آمنة مطمئنة يأتيها وزقها رغدا من كلّ مكان إلى آخر الدهر. ربّنا هب لنا من أزواجنا وذرّيـــتنا غرّة أعين واجعلنا للمتقين إماما. وصلي الله على سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه والتابعين ورضي الله عن أشياخنا وأشياخهم ووالدينا ووالديهم وعنّا معهم وعن المسلمين والمسلمات آمّـــيـــن. جامل يوم الخميس 22 محرم 1437هــ الموافق 05 نوفمبر 2015م ورضي الله تعالي عن جميع خلفائه شيخ الأكبر الهادين المهتدين ساداتنا الكرام وأحبابنا الأعلام وأشياخنا العظام وهم علي الترتيب في الخلافة : الخليفة الحاج باب ماريه (( أبوبكر )) توفي سنة 1980م الخليفة الحاج عبد الرحمن توفي سنة 1989 الخليفة الحاج يوسف كار توفي سنة 1998م الخليفة الحاج علي آس توفي سنة 2005م ورضي الله عن باقي أولاده الكرام الشيخ العلامة أحمد آس توفي سنة 2001م الشيخ الحاج عبد آس توفي سنة 2001م وعن جميع بناته الكرائم وسبق ذكرهن في الصفحة 11 من هذا الكتاب وعن جميع المتعلقين بالشيخ أحياء وأمواتا وعنا وعن والدينا وأشياخنا معهم. وحفظ الله الخليفة الحالي الحاج مام عبد سيس وأطال خلافته في صحة وعافية وأبقي الله السعادة والعافية والبركة والتوفيق والوفاق فينا وفي عامة الحضرة الجاملية وجميع من تعلق بها في مشارق الأرض ومغاربها آمين. المراجع: 1 ـــــ زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم لمحمد بن حبيب الله الجكني. 2 ـــــ الأذكار للإمام النووي. 3 ـــــ إحياء علوم الدين للإمام الغزالي. 4 ـــــ سنن الهدي والرشاد للإمام محمد بن يوسف الصالحي الشاميّ. 5 ـــــ زاد المعاد لابن القيم. 6 ـــــ الوسيط في تراجم أدباء الشنقيط لأحمد بن الأمين الشنقيطي

mardi 31 mars 2015

La vie et l'oeuvre de borom diamal

El-Hadji Abdoulaye Cissé,  fondateur de l'Ecole de Diamal (1840-1925): une vie  au service de l'islam. Ce marabout enseignant est né en 1840 à Wanar dans la région de Kaffrine dans une famille réputée dans l'apprentissage et l'enseignement du Coran, de la langue arabe et des sciences islamiques. Son père s'appelait Ousmane Coumba, fils de Birane Cissé. Sa mère se nommait Awa  Khady Ndoumbé Dramé,  Elle  était originaire de Baytide et fut la sœur de Serigne Malick Dramé,  dit Serigne Por. - Ses études coraniques Serigne Abdoulaye Cissé a commencé ses études coraniques sous la direction de son père à Wanâr Il se rendit ensuite à Bambaly, village qui fut, à l'époque, un centre connu dans le domaine de l'apprentissage et de l'enseignement arabo-islamique.  Arrivé à Bambaly, il devint  Talibé de son oncle maternel, le Cadi Serigne Haly Katim Cissé,  auprès de qui il mémorisa  le Livre saint.  Il retourna chez son père et apprit, sous sa direction, un certain nombre de livres tels que Al-Akhdarî, Al-Asthmawî, et la Risâala d'Abû Zayd al Qayravanî.   El-Hadji Abdoulaye Cissé avait  constaté qu'au Saloum, la plupart du temps, lorsqu'un Talibé mémorisait le Coran, il s'en tenait à ce stade. Mais, pour lui, cela ne suffisait pas; il voulait donc aller plus loin dans ses études. C'est la raison pour laquelle il entreprit plusieurs voyages d'études afin de pouvoir poursuivre ses humanités loin de sa famille auprès des enseignants réputés dans ce domaine.   Ainsi, il  se rendit auprès de célèbres Serignes-Daaras en dehors de son Saloum natal. Ses voyages d'études se sont réalisés selon les étapes suivantes : L'étape de Mbacké Cayor chez Mâm Môr Anta Saly Mbacké (1868-1872.  Ce dernier se trouvait avec Serigne Por à l'École de Modou Bamba Sall de Bamba Thialène.  Il tenait un important foyer d'enseignement islamique à Mbacké Cayor.          Serigne Abdoulaye Cissé encadra ses talibés et le fils du marabout,  tout en poursuivant ses propres études.  Son marabout lui confia aussi la charge d'écrire, sur les tablettes, les leçons destinées aux talibés débutants. Il a appris des matières telles que la grammaire, la rhétorique,  la métrique (carûd) et d'autres ouvrages théologiques, juridiques et littéraires sous la direction de Mâm Môr Anta Saly auprès de qui il resta quatre années .     L'étape de Saint-Louis (1872-1876)  Accompagné de ses élèves, Cheikh Anta Mbacké, Elimane Sakho, et Tafsir Abdou Cissé, parmi tant d'autres, le fondateur de Diamal continua ses études à Saint-Louis, chez Serigne Massamba Diop  et  Serigne Ahmadou Ndiaye Ma-Bèye. Il étudia auprès d'eux le livre intitulé : Muqaddimat Ibn Bouna (l'Introduction d'Ibn Bouna), la rhétorique, des ouvrages de Fiqh, de littérature  et  le livre d'ihmirâr en grammaire. C'est dans cette ville qu'il rencontra son condisciple, El-Hadji Malick Sy, chez un dignitaire du nom de Serigne Môr Massamba Dièry Diéng. Les deux talibés suivaient des cours dans un même cercle d'études. Ils  nouèrent d'excellents rapports d'amitié et de respect mutuel. Après avoir maîtrisé les principales matières qu'on étudiait au Sénégal et passé quatre ans à Saint-Louis, il décida de poursuivre sa formation en Mauritanie. Il dit à Cheikh Anta Mbacké : « Toi, je dois te ramener chez ton père.» Ce qu'il fit effectivement . Il confia ses talibés, Tafsir Abdou Maram Cissé et Élimane  Sakho, à El-Hadji Malick Sy pour leur éviter les risques et les peines du voyage.    Voyage d'études en Mauritanie (1876 -1883) et le début de son enseignement dans le Cayor  Arrivé au pays des Maures, il descendit dans un village nommé Toulba, chez un grand savant, Cheikh Aboubacar  ad-Daymânî, de la tribu des Tandaqa.  Il révisa et approfondit avec lui ce qu'il avait appris au Sénégal. De même, il  étudia auprès de lui d'autres disciplines et sciences arabo-islamiques telles que le tasawwuf (Mystique) et l'exégèse du Coran. Ce marabout maure lui enseigna  le droit islamique (fiqh) et sa méthodologie (‘usûl al-fiqh), le partage successoral (cilm al-mîrâth) et l'astronomie.  Il resta en Mauritanie longtemps afin d'approfondir ses connaissances arabo-islamiques avant de revenir définitivement au Sénégal en 1985, sur l'autorisation de son maître.  Au terme de son séjour en Mauritanie, son maître, Ad-Daymânî, lui attribua des Ijâzas  (licence, attestation de maîtrise) dans différentes spécialités . Il  lui donna le Wird tijân et l'autorisa à faire de même.  Retour à Saint-Louis (1883)    Lorsque Serigne Abdoulaye Cissé quitta la Mauritanie, en direction du Saloum, il s'arrêta à Saint-Louis  où il resta deux années afin de réviser et de  consolider  ce qu'il avait appris chez les Maures. Cependant, il allait de temps en temps à Ahlou-Laye rendre visite à son oncle, El-Hadji Dramé . C'est dans ce village qu'il fit la connaissance de Khaly Madiakhaté Kala et de Serigne Samba Toucouleur Ka.    Son  passage au Cayor  Arrivé au Cayor avec l'intention de regagner son Saloum natal, il descendit chez le Cadi Madiakhaté Kala qui lui demanda ce qu'il comptait faire. Quand Serigne Abdoulaye Cissé informa Khaly Madiakhaté Kala et Serigne Samba Toucouleur Ka de son intention de rentrer au Saloum, ils lui dirent : « Abdoulaye, nous te conseillons de ne pas aller au Saloum actuellement parce qu'il y a deux clans qui se combattent: celui des Serignes et celui des non musulmans (Thièddo). Ces derniers attaquent souvent les marabouts enseignants. » Cadi Madiakhaté Kala (1835-1902) lui dit qu'il était dangereux  d'y aller.  Il lui conseilla vivement  de rester au Cayor, d'aller au village de Cherif Lô en attendant que le calme revînt. C'est ainsi qu'il resta à Chérif-Lô (1887-1892)   C'est à Cherif Lô qu'il commença effectivement à enseigner. Il attira rapidement l'admiration des apprenants en gagnant leur confiance par la qualité de son enseignement et son approche pédagogique. Des talibés originaires du Saloum, informés de sa présence au Cayor, ne pouvant plus attendre son retour au Saloum, allaient le retrouver à Chérif Lô pour  apprendre l'arabe et les sciences islamiques. Parmi eux on peut citer, entre autres,  Serigne Abdou Karim Diouf, El-Hadji Mouhamed Diama Ka, El-Hadji Ismaël Diama Ka , Babacar Cobor Ndaw, El-Hadji Ahmadou Cissé, El-Hadji Alioune Fatou Cissé, Serigne Alioune Ata Dramé, Serigne Masakho Anthia. Toutes ces personnes  ont fondé eux aussi des daaras au Saloum à leur retour.    De Chérif Lô il se  rendit à la Mecque en 1888  en compagnie de Birane Hawa Ndey Cissé . En cours de route,  il rencontra  El-Hadji Abdoulaye Niasse qui lui dit : « Abdoulaye Cissé, j'entends parler de toi.  Il faut rentrer au Saloum où l'on a besoin de toi. Il y a encore de l'obscurantisme.» Avant son départ pour le Haj, Serigne Abdoulaye Cissé avait confié la Daara à Serigne Abdou Kandji qui assura l'intérim  avec compétence et efficacité. El-Hadji Abdoulaye Cissé, de retour à Cherif-Lô,  reprit son enseignement cinq ans durant avant d'aller s'installer au village de Ndiery près de Pire où il resta de 1892 à 1896  Il quitta Ndiery pour aller s'installer à Kacoune Keur El-Hadji Mbacké près de Tivaouane de 1896 à 1900.  Selon  El-Hadji Malick Ndiaye,« El-Hadji Abdoulaye Cissé avait quitté Ndiery pour venir s'installer ici où il entretenait de solides relations avec El-Hadji Malick Sy ».  La raison principale de ce déplacement est que ses talibés étant devenus de plus en plus nombreux, la qualité de  son enseignement ayant fait écho, les étudiants venant du Cayor, du Baol et du Saloum, entre autres, il lui fallait donc plus d'espace pour mieux les entretenir .  Le retour définitif d'El-Hadji Abdoulaye Cissé au Saloum en 1900 Le Saloum suivait de près Serigne Abdoulaye Cissé tout au long de ses déplacements au Cayor. Les Saloum-Saloum avaient eu aussi écho du très haut niveau de sa formation, de ses compétences, et de son enseignement de qualité. C'est pourquoi ils demandaient souvent, avec insistance son retour dans sa patrie afin de contribuer à la formation intellectuelle des fils du Saloum.  Son passage à Ndimberé (1900-1910)  Au total, le fondateur de Diamal a passé plus de 30 ans (1868-1900) dans ses pérégrinations entre l'apprentissage et l'enseignement arabo-islamiques. De retour au Saloum en 1900, il descendit à Ndimberé,  chez son grand frère El-Hadji Mapenda Cissé. Les parents du Saloum l'accueillirent chaleureusement, lui manifestèrent leur confiance, leur affection, leur satisfaction et leur volonté de le soutenir.  C'est la raison pour laquelle El-Hadji Abdoulaye Cissé n'a pas rencontré de difficultés majeures pour implanter son École. Les talibés Ndiangâne  de différentes catégories venaient le trouver à Ndimberé, du Saloum, du Cayor, du Baol, de Dakar et de la Gambie,  pour poursuivre leurs études coraniques et islamiques.  Ndimberé fut le premier foyer islamique où El-Hadji Abdoulaye Cissé a fondé  son école à son retour du Cayor. Les Talibés placés sous la direction d'El-Hadji Abdoulaye Cissé à Ndimberé Des dizaines de Talibés  étaient à Ndimberé avec le marabout Abdoulaye Cissé  on peut citer entre autres: Serigne Mor Fana Seck, El-Hadji Alioune Fatou Cissé, Serigne Makhtar Diop, originaire de Dakar, Serigne Abdoulaye Gningue de Rufisque, Serigne Halsèni Cissé, Serigne Madiabel Sakho, Serigne Ibrahima Sangab Touré, Serigne Ibrahima Diangne Mandâq du Fouladou,  El-Hadji Thierno Dramé Ahlou-Laye, Serigne Habîbou Ndiéguene, Serigne Alioune Kandji, Serigne Amat Sarr, du Walô, Serigne Môr Diop,  de Gandiol,  Serigne Ahmadou Sall, Serigne Omar Diop de Gandiol, Momat Khoulé Ba de Sôkône, père de Babacar Bâ, ancien ministre des Finances, El-Hadji Babacar Mèna Cissé, Serigne Haly Ndaw, originaire de Diokoul, Serigne Momat Dramé, Serigne Babacar Cobor Ndaw. On voit ici même la diversité d'horizons  et de régions d'où venaient tous ces talibés dans la Sénégambie   Il passa dix ans dans ce village avant d'aller fonder Diamal en 1910. El-Hadji Abdoulaye Cissé décida de créer un village où il pourrait s'adonner librement à l'enseignement, à l'éducation et à la formation des musulmans: un endroit calme pour  l'enseignement, mais également où il serait en mesure de mener des travaux agricoles. Il entreprit des déplacements dans les villages environnants et dans les forêts.   La fondation de l'École de Diamal : localisation de Diamal et origine de son nom Diamal est situé à trois kilomètres de Mbirkilâne.  Le fondateur avait donné à ce village le nom de Madina al-Mounawwara, mais cette appellation reste peu connue. « Diamal » est une herbe qui pousse dans les marigots. Selon Serigne Ahmad Cissé, cette herbe s'appelle Ndiamal, mais il y a eu transformation phonétique de ce terme.     Il créa ce foyer religieux  en vue de  l'enseignement, de l'adoration de Dieu et du  travail. Selon El-Hadji Yousoufa Cissé, l'un des fils du fondateur, près d'une centaine de Talibés le rejoignit  à Diamal entre 1910 et 1914. Il y avait, à l'époque, deux catégories de Talibés : des célibataires et des Talibés mariés et pères de famille.  Son talibé El-Hadji Alioune Fatou Cissé fut son bras droit à qui il confia l'enseignement depuis 1911, une mission qu'il a parfaitement remplie pendant et après le décès du fondateur.   El-Hadji Abdoulaye Cissé qui fut un soufi et fervent pratiquant de la Sunna est décédé le dimanche  15 février 1925  à 5 heures du matin. Il fut enterré le même jour.  Ainsi, à  sa mort, des contemporains et certains Talibés lui consacrèrent des élégies fort élogieuses. Son fils aîné El-Hadji Babacar Cissé fut son premier calife; alors que la famille d'El-Hadji Alioune Fatou Cissé (mourut en 1959) et celle de Serigne Ahmadou Sokhna Cissé (décédé en 1966) continuent à assurer l'enseignement avec efficacité.  Diamal reste, depuis sa fondation, un des plus célèbres foyers d'enseignement arabo-islamique dans la Sénégambie et, ce, grâce à ses programmes d'enseignement du Coran et des sciences islamiques, à ses méthodes pédagogiques, à ses démarches didactiques et  à la qualité de son enseignement. L'école de Diamal a relevé considérablement le niveau de l'enseignement et de la formation arabo-islamique. Le rayonnement de ce foyer islamique est observable essentiellement au Saloum mais aussi, dans tout le  Sénégal et en Gambie.   

mardi 23 septembre 2014

ترجمة الشيخ الحاج علي فاطمة شيخ مدرسة جامل من 1925 إلي 1959م رضي الله عنه وأرضاه.

           بسم الله الرحمن الرحيم وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما                                                                                                                                    
       ترجمة الشيخ الحاج علي فاطمة شيخ مدرسة جامل من 1925 إلي 1959م رضي الله عنه وأرضاه.                                                                                                                   
          هو: شيخنا الحاج علي فا طمة سيس بن دنب بن مد بن لايين حاط بن مكمب بن حال كاتم بن كاتم بن أول من هاجر من القبيلة إلي سالوم مد بكار سيس رضي الله عنهم، وازداد لوالده في قرية أجداده : بنبل وتقع هذه القرية في مديرية غا ند بمقاطعة كفرين إقليم كاولك سابقا، وأمه فاطمة يس ساله بنت لايين حيش من أهل بمب مود قرية شيخ الشيوخ محمد بمب ساله توفي سنة 1259هـ رضي الله عنهم.                                                                                                                                                   
             وتربي علي يد والديه، وابتدأ القراءة وهو ابن خمس سنوات ولم يبلغ الثالثة عشرة من عمره إلا وقد حفظ القرآن حفظا جيدا وكتب مصحفا لوالده ، وأولاه كتابة ألواح التلاميذ وهو صغير.                                                                                                
         وفي سنة 1898م التحق إلي أخيه الكبير الحاج أحمد سيس الذي كان يتعلم آنذاك في مدرسة الشيخ الحاج مختار تور (انجاي نجاي) فوجده مستعدا للرحلة إلي الشيخ الحاج مالك سي بتواوون فرافقه ومكثا عنده سنة،ثم انتقلا إلي مدرسة الشيخ الحاج عبد الله سيس وذلك أيام استقراره واستيطانه في كجور في قرية كاكون وكانت علي مسافة غير بعيدة من تواوون. وانتقلا منها إلي سانلوي سنة 1900م ومكثا هناك سنة أو سنتين ثم عادا إلي تواوان لتكون خاتمة مطاف أخيه الكبير.                                                                                                                                                
         وفي سنة 1904م أي بعد ست سنوات من ارتحالهما من سالوم عادا إلي الأهل سالمين غانمين، وفي هذه الآونة تعلم صاحب الترجمة المقدمات التوحيدية ؛ ككتب الإمام السنوسي وغيره، والمقدمات الفقهية، واللغوية، والكتب النحوية؛ كالآجرومية، وملحة الإعراب، ومقدمة بن بون، وكتب التصريف؛ كلامية الأفعال، وكذلك ألفية بن مالك وغيرها، والجزء الأول من مختصر الشيخ خليل، وتعلم أكثر ذلك علي يد أخيه الكبير؛ فهو طيلة هذه السنوات الستة وفي جميع المدارس التي نزلا فيها لم يكن يتعلم ويأخذ دروسه في غالب الأحوال إلا علي أخيه الكبير ولذلك كان يقول:  إذا رويت لكم عن الشيخ الحاج مالك فاعلموا أني أخذ ته عنه في أحاديثه التربوية في المسجد إذ لم أكن التقي به إلا فيه.  ولما عادا إلي قريتهما الأصلية في سالوم وجدا والدهما حيا مرزوقا ففرح بهما كثيرا، وطلب منه تعليم كتاب المرشد المعين بحضوره لأحد تلاميذه ليختبر مستواه العلمي، فقرأه من حفظه ولما أكمله قال له الوالد: (لومت اليوم لمت قرير العين بك) .                              
           فزوجهما معا وتوفي بعد خمسة عشر يوما من زواج صاحب الترجمة فمكث في الأهل سنة كاملة، ثم شحذ غرار عزمه واستعد للرحلة مرة ثانية لطلب العلم فسافر مع تلميذ صغير اسمه سليمان جار سيس، ونزلا أولا علي الشيخ الحاج عبد الله سيس ت سنة(1925م) الذي اشتهر فيما بعد ب: (بروم جامل) ، وكان إذاك في قرية (ديمباري) في مديرية بركلان مقاطعة كفرين سابقا. ومكث هناك مدة صيف كامل تعلم خلالها علوم البلاغة من كتاب تبصرة الأذهان للشيخ محمد السعيد الجكني الشنقيطي، والعروض، والمواقيت وغيرها.                                                               
        وفي أواخر الصيف واصل رحلته إلي سانلوي مع تلميذه الصغير سليمان جار وهو الذي نروي عنه الخبر، وتلميذين الكبيرين كانا يتعلمان معه هما: ابن عمه عمر صون سيس من أهل قرية بنبل وتوفي (ببوداي) ، والسيد عثمان امباي من أهل قرية (موي) وأبو أسرة كبيرة فيها، وفيها توفي رحمهم الله.                                          
          ولما وصل الشيخ إلي سانلوي واصل دراسته علي الشيخ بابكر سيك وكان من الشيوخ السالوميين الذين استوطـنوا فيها بعد انتهاء تعلمهم؛ فلازمه ثلاث سنوات، وأخيرا التف حوله التلاميذ من جميع جهات المدينة وانتظمت له مدرسة كبيرة منعته من مواصلة دروسه فانتقل منها إلي (داند) حوالي 1908م.                                   
          ولما وصلوا إليها التحق إليه من سالوم ــــ فور وصوله ــــــ إليها ثلاثة من التلاميذ الكبار كانوا يتعلمون معه في (دمباري) ليتعلموا عليه وهم: السيد مام عبد جك بن مد بوكر أبو أسرة جك في طيبة جكين ، والسيد مختار لوم أخو الشيخ مختار لوم في جوبين طيبة ؛ أخوان اشتركا في الإسم واللقب، والسيد جبيل جل سيس بن عمه.   
           وواصل الشيخ دروسه علي الشيخ محمد سك أخي محمد سيك المذكور آنفا وهذان الأخوان الشيخ محمد سيك والسيد أبوبكر سيك كانا من العلماء البارزين السالوميين تعاصرا الشيخين الحاج عبد الله سيس ، والحاج مالك سي وأخذا عنهما ؛ ولكنهما رجعا إلي سالوم مسقط رأسهما بعد شيخوختهما وفيها توفيا رضي الله عنهما وعن جميع من ذكرت معهم.                                                                                     
          وكان أصحاب الشيخ المرافقون له؛ والملتحقون إليه يتعلمون ويعتمدون عليه في جميع شئونهم التربوية والاجتماعية أينما نزلوا ، وبهؤلاء الفتية الميامين ابتدأ الشيخ ملازمة التدريس من سنة (1905م) إلي سنة وفاته بجامل سنة(1959م) وبعد استقراره في (داند)  انتظمت له من هؤلاء ومن غيرهم مدرسة غاصة منعته من استغراق أوقاته في التعلم والبحث والمطالعة، فسافر مع رفقائه إلي البادية ونزل في قرية تسمي (مبايين سوب) علي الشيخ شرج جا مباي الذي انهي حياته عند الأهل في سالوم ودفن في جامل، وكان متقنا للفقه غير متضلع في علوم الأدب العربي، فنوي الاستقرار عنده ليتعلم عليه  مختصر الشيخ الخليل، كما يا خذ هو الآخر عن شيخنا علوم الأدب العربي . وبعد تنظيم هذا المشروع بينهما استعد لاتخاذ مزرعة يستعين بمحصولاتها بعد إتمام المشروع علي مواصلة رحلته إلي البلدان العربية حيث المدارس والمعاهد والجوامع ولكن المنية وافت والدته فاطمة ساله التي كانت قيمة علي الأسرة مما سهل له الغياب الطويل عنهم؛ فجاء إليه أخوه الكبير الحاج أحمد سيس (باي دام)  ليقنعه بضرورة الرجوع إلي الأهل فاستمع له، فرجع إلي (داند) واستعد مع فتيته الكرام ورفقائه الأمناء للعودة إلي سالوم وذلك في سنة 1909 أو 1910م وفي هذا العام أسس شيخه الحاج عبد الله سيس قرية جامل.                                                                                                                           
         وكان من أكبر أصفيائه في مدينة (داند) التاجر الأمين الحاج داختي غي رحمه الله.                                                                                                                                                      
        وفي هذه الأعوام الأربعة أو الخمسة راجع علوم البلاغة والمقامات وأشعار الجاهلين وتعمق في علوم الأدب العربي والسيرة النبوية والفقه المالكي وعلوم المواريث والمواقيت والحساب وطالع كثيرا من الأسفار والمجلدات والمختصرات والمطولات في جميع الفنون،وأعجب به السيد الحاج أحمد نجاي مابيي أيام وجوده في سانلوي ففتح له خزانتة كتبه يطالع منها ما شاء؛ فاستفاد منها كثيرا وأدام الثناء عليه،                                                                                                                                                  
            فعاد إلي سالوم ونزل في قريتهم الأصلية: بنبل جنوب مدينة كفرين ومكث هناك سنة مع رفقائه الأمناء يواصل التدريس لهم وفي عام 1912م انتقل بهم إلي قرية جامل المسكن الأخير ، والمدفن السعيد لشيخه الحاج عبد الله سيس (بروم جامل) الذي سبق أن نزل عليه هو وأخوه  ، وهو في قرية كاكون في كجور ، ونزل عليه هو مع رفيقه سليمان جار وهو في قرية (ديمباري) في سالوم . وها هو ذا يعود إليه بعد تأسيسه لقرية جامل الشهيرة بالعلم ليتخذه مسكنا بجوار شيخه المذكور.
         ولما وصل إليه آواه ونصره؛ فلازمه حتى صار سلمان بيته، وباب مدينة علمه؛ فوكل إليه شيخه تعليم المدرسة وتحرير رسائله وإجابة الفتاوى والنوازل فاستقر عنده راضيا مرضيا عنه حتى توفي شيخه في 15 فبراير سنة 1925م بجامل رضي الله عنه وأرضاه.                                                                                                                              
          فواصل تدريــس المدرسة بنفسه واستجلب الكتب من جميع آفاق السنغال ولاسيما من المدارس الأمهات، ومن موريتانيا؛ وقرأ بعد ذلك كتاب نشر البنود علي مراقي الصعود للشيخ عبد الله بن الحاج إبراهيم الشنقيطي في علوم الأصول علي العلامة الرحال الشيخ محمد عالي بن فتي العلوي الشنقيطي؛ وبعد ذلك أخذه عنه كثيرا من التلاميذ فانتشر بهم الكتاب في كثير من المدارس.                                       
       وقرأ ونظر وباحث في علوم القرآن، وعلوم الحديث ومختصر الشيخ خليل وتحفة الحكام والقواعد الفقهية من العلماء الوافدين عليه حتى تبحر فيها، وصار فيها آية من آيات الله. والتقي مع كثير من الشيوخ الكبار كالشيخ الحاج مالك سي والحاج عبد الله نياس والشيخ الخديم، والحاج امباكي بوصو وغيرهم. وتبادل الكتب مع الأخير رضي الله  عنهم جميعا وأرضاهم، وفسر القرآن لأول مرة لجماعة غفيرة من الطلاب والعلماء في جامل حوالي سنة 1935م ، وحج البيت الحرام سنة 1937م وزار قبر خير من تشد إليه الرواحل سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، واعتمر. وعاد إلي الحرمين الشريفين للحج والزيارة والعمرة سنة 1939م والتقي في هاتين الرحلتين بكثير من العلماء والحفاظ والثقات واستفاد منهم وأفادهم.               
         ومن أعلقهم به فيما بعد صديقه الشيخ عبد الرحمان بن البشير ضوي إمام جامع تطاوين بالجمهورية التونسية، والشيخ محمد المصطفي العلوي الشنقيطي خادم العلم بالحرم المكي، والثالث الشيخ عمر بن حمدان المحرسي التونسي الأصل المكي الهجرة وهو من أصفياء الشيخ محمد عبد الحي الكتاني المغربي الذين أثني عليهم في كتابه فهرس الفهارس والأثبات.                                                                                 
        وقد أجازه الثاني والثالث بجميع ما عندهما من المرويات والمسموعات وبجميع ماحواه ثبت الشيخ الأمير ، وأجازه الثالث بجميع ماحواه فهرس الفهارس والأثبات، ومجمع المعاجم، والمشيخات، والمسلسلات لخاتمة الحفاظ الشيخ عبد الحي الكتاني المغربي رضي الله عنهم جميعا وأفاض عليهم جميعا فيوض رحمته وألحقنا بهم آمين.                                                                                                                                            
          واعتنق الشيخ الحاج علي فاطمة الطريقة الأحمدية التجانية بإذن صحيح صريح  من شيخه الحاج عبد الله سيس ، وله في الطريقة أسانيد متصلة صحيحة صريحة ؛ ومن أقواها عنده سنده عن الشيخ محمد السعيد، عن والده أحمد بن الشيخ محمد الحافظ، عن خاله وشيخه بد بن سيدين، عن الشيخ محمد الحافظ، عن القطب المكتوم والبرزخ المختوم الشيخ أحمد بن مَحَّمد التجاني ــــ رضي الله عنهم وعنا معهم ــــ تقييدا أوّلا ثم تقديما وإطلاقا ثانيا.                                     
         وأخذ عنه الطريقة خلائق لايحصون، وأذن فيها وأجاز ، وقدم، وقيد، وأطلق،وعمم وخصص بحسب الأهلية لكثير من المريدين.                                                
           واحتمي بالسنة المحمدية فنجي هو ومن اتبعه من الدعاوي المضلات والتظاهر بالولاية والكرامات، وأدام التدريس، وجلب الكتب وانتساخها، ومقابلتها والبحث والمطالعة وتربية المريدين واتخاذ البساتين والمزارع وإعانة الفقراء والمحتاجين إلي أن لبي دعوة ربه ضحوة يوم الاثنين في جامل، وذلك في 18 نوفمبر من سنة 1959م وترك بعده ذكريات طيبة، ومدرسة غاصة لاتزال عامرة علي يد أولاده وأسرته، ولها فروع كثيرة في جميع الجهات أعانهم الله تعالي.                                             
        ولطول المدة التي مارس فيها التعليم من سنة 1905م إلي سنة 1925م ــ تعلم عليه والد ثم ولده بعده، وشيخ ثم تلميذه ، واجتمع في مدرسته الشيوخ والفتيان من جميع الأفاق والبلدان فترك من بعده مالا يعد ولايحصي من التلاميذ والمريدين. رضي الله عنه وعنهم وعنا معهم.                                                                             
          واشتهر من بين الشيوخ الجامليين ب(غورغي) كما اشتهر شيخه  المربي الحاج عبد الله سيس ت1925م ب(بروم جامل)، ومعلمه الأخ الكبير الحاج أحمد سيس ت 1966م بباي دام واشترك ثلاثتهم بلقب: (شرج جامل).وبطواطؤهم بهذا اللقب الميمونة، وباتحادهم في الهدف المنشود، وفي المقدمات، والأشكال والنتائج ، وتوافقهم في الزمن والمسكن والنسب والمدفن، وبتراصص أصحابهم كالبنيان المشدود أينما اجتمعوا وبائتلاف أرواحهم كالجنود المجندة أقول: بهذه الملابسات الإجتماعية والثقافية والروحية اشتبكت أخبارهم واشتبهت فلا تمتاز أو يفصل إلا عند المحققين من أصحابهم، ومعاصريهم وقليل ماهم ولله في خلقه شئون.               
          وخلفه من بعده ابنه الكبير الحاج محمد نة رحمه الله وتوفي سنة 1986م، وخلفيته الحالي هو: الشيخ الحاج محمد مختار وهو عالم مدرس تقي متواضع أطال الله عمره في صحة وعافية هو وعامة إخوته وأصحابهم أجمعين ورضي الله عن الشيخ ومن ذ كر معه وعنا معهم رضا لاسخط بعده أبدا آمين.                                                                                                                              

                                                                
جامل 22 يناير 2008م
الشيخ أحمد علي سيس الجاملي.